حذر العلماء مؤخراً أن الأطفال الذين يقضون يومهم بأكمله أمام شاشة التلفزيون بالإضافة إلى اللعب بألعاب الكمبيوتر يكمن أن يكونوا
أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والالتهابات.هذا ويخشى العلماء من أن يصبح هذا الجيل والذي لقبوه بجيل الـ "بلاي ستيشن" والذي
نادراً ما يخرج للعلب خارج المنزل؛ غير قادر على بناء وتعزيز جهاز المناعة لديه في هذه السن والتي هي بداية حياته.
والأهم هنا والذي يزيد الأمر سوءاً أن أهالي الأطفال تنتابهم الهواجس والقلق إزاء الحفاظ على أبنائهم في بيئة معقمة تماماً في حين
إنه من المهم جداً أن يتعرض الأطفال لبعض البكتريا لتقوية جهاز المناعة لديهم.
وبينت الإحصاءات التي أجراها معهد البحوث في بريطانيا أن ستة أشخاص من بين عشرة يعتقدون أن الأطفال يجب أن يتم حمايتهم تماماً
من كل أنواع البكتريا.
ويخطأ الأهل أحياناً في الاعتقاد أن استعمال الممسحة المضادة للبكتريا والرشاشات المضادة للجراثيم يمكن لها أن تقوم بحماية الأطفال.
وقال العلماء إن المشاكل في ضعف مناعة لدى الطفل تبدأ حتى قبل أن يولد.
إذ إن الطفل عند ولادته يتعرض للبكتيريا وهو يمر في قناة الولادة وتعزز هذه البكتريا من جهاز المناعة لديه ولكن مع ارتفاع نسبة الولادات
بالطريقة القيصرية فإن ذلك يعني أن الأطفال يبدؤون حياتهم مع جهاز مناعة ضعيف نسبياً.
كما أن العديد من الأطفال لا يتم إرضاعهم بالطريقة الطبيعية مما يضعف من جهاز المناعة لديهم حيث ثبت أن حليب الأم يساعد على نمو
وتقوية جهاز المناعة.
وخلال مرحلة نمو الطفل يتم حجبه عن التعرض للبكتريا من خلال استخدام المواد المضادة للجراثيم.
وقد بيَّن استطلاع للرأي أجري في بريطانيا أن 73 في المئة من الناس يعتقدون أنه من المهم للغاية أن يحموا أنفسهم من البكتريا ومن الأمراض
التي تسببها البكتريا باستخدام مواد التنظيف المضادة للجراثيم.
فيما يعتقد 42 في المئة من الناس أن صحة المجتمع سوف تتحسن للغاية فقط في حال تم إبادة جميع أنواع البكتريا من على وجه الأرض.
كما تبيَّن أن 67 في المئة من الذين خضعوا لهذا الاستطلاع اعتقدوا بأن البكتريا عدو خطير للغاية في حياتهم.
وأشار العلماء إلى أن نتائج الاستطلاع أظهرت أن معظم الأشخاص يبدون أنهم لا يدركون أن البكتريا يمكن أن تكون أيضاً نافعة وأن الحياة على هذه
الأرض لن تكون ممكنة من دون وجود هذه البكتريا.
وقال الدكتور كين جونز المختص في علم جهاز المناعة لدى الإنسان والمحاضر في جامعة كاردف البريطانية إن محاربة الميكروبات وإبادتها نهائياً يمكن
أن يكون ضاراً بصحة الأطفال.
وأوضح أنه مع إعطاء الإعلام أهمية كبيرة لخطورة البكتريا وازدياد التسويق للمنتجات المضادة للجراثيم بالإضافة إلى اعتماد العديد من الأطباء والذي يكون
خاطئاً أحياناً على وصف الأدوية المضادة للجراثيم كالـ " antibiotics" لأي التهاب بسيط يزيد من سوء فهمنا للبكتريا للدور المهم الذي يمكن أن تلعبه هذه
البكتريا في صحتنا بشكل عام ولصحة أطفالنا ونموهم.
كم أشار الدكتور كين إلى أن أطفال "جيل البلاي ستيشن" لم يعودوا يلعبون خارج المنزل كما اعتادت الأجيال السابقة بالإضافة إلى أن العائلات الآن أصبحت
أصغر كما قد قلت نسبة السكان في المناطق الريفية والمعروفة أنها قادرة على دعم جهاز المناعة لدى الأطفال.
وقال "إن كل هذه العوامل تعني أن الأطفال أصبحوا أقل عرضة لمختلف أنواع البكتريا والتي كان الأطفال في الماضي يتعرضون لها مما يؤثر بشكل سلبي على
نشوء وتنمية جهاز المناعة لديهم".
ويحمي جهاز المناعة الطفل من السعال والنزلات البردية الشائعة بالإضافة إلى الأمراض والالتهابات الأخرى.
وفي دراسات أخرى متفرقة تبيَّن أن أطفال اليوم والذين هم دون سن الثانية عشرة باتوا يقضون بالمتوسط سبع ساعات و46 دقيقة يشاهدون التلفزيون والذي
يعادل يوماً مدرسياً بكامله.
فيما يقضون أقل من هذه المدة بكثير في اللعب خارج المنزل وهي فقط أربع ساعات أما في ما يتعلق في قراءة الكتب والروايات فهم يقضون فقط ثلاث ساعات
و51 دقيقة.
وينصح الخبراء أن على الأهل تشجيع أطفالهم على اللعب خارج المنزل مع أصدقائهم وتعريفهم بأهمية أن يقوموا بغسل أيديهم جيداً بالإضافة إلى تشجيعهم على
تناول كميات كبيرة من الفواكه والخضار التي من شأنها أن تقوي جهاز المناعة لديهم.
كما وعلى الأهل؛ بحسب ما نصح العلماء؛ أن يقوموا بالتفريق بين الاهتمام بصحة الأطفال والإفراط في السعي لحمايتهم.
وتزداد الأدلة التي تؤكد أن التعرض للجراثيم في الأشهر الأولى من حياة الطفل يمكن أن يساعد على نمو وتطور جهاز المناعة لدى الأطفال بالإضافة إلى حمايتهم
من الإصابة بالحساسية.
وأثبتت دراسة أجرتها جامعة ماك جيل في مقاطعة مونتريال الكندية هذا العام أن إعطاء الأطفال الرضع الأدوية المضادة للجراثيم يمكن أن يضاعف من احتمال إصابتهم
بالربو عندما يصبحون في السابعة من العمر.
ويعتقد الدكتور كين جونز أنه يجب الحد من استخدام الأدوية المضادة للجراثيم خاصة خلال السنين الأولى من عمر الطفل.
وأضاف "لهذا السبب لا يصف الطبيب فوراً الأدوية المضادة الـ "antibiotics" ولذلك على الأهل أن لا يضغطوا عليه لوصفها".